أغلب الأشياء من حولنا والتى تعد شئ أساسي للحياة نتجت عن تجارب و أبحاث لكثير من العلماء والباحثين ولكننا لم نسأل أنفسنا يوما ما عن السبب الذي دفع المخترعيين لإبتكار هذه الإبتكارات, وهل هذه الإبتكارات جاءت لرغبة العالم أو المخترع في عمل هذا الشئ.

يقول الكاتب الأمريكي “مارك توان”:“الصدفة صنعت الكثير من المخترعين” وهذه بالفعل حقيقة فجميعنا نعرف قصة نيوتن والتفاحة عندما سقطت التفاحة عليه، فهذا كان صدفة وأدى ذلك إلى معرفة واكتشاف الكثير من القوانين والأشياء التي لم نكن لنعرفها لولا هذه الصدفة.

ليست الصدفة مرتبطة فقط بالإختراعات والتجارب بل إن للصدفة عامل كبير فى الحياة الشخصية لكل منا, فكل شخص له تجربة خاصة مع الصدفة حولت مسار حياته بشكل ما, فلنعرض البعض منها:

صدفة إختراع "البنسلين"

مخترع البنسيلين يسمي ” الكسندر فليمنج ” و قد كان هذا الرجل مشاركا في الحرب العالمية الأولي و كان يريد إبتكار شئ يساعد في علاج الجنود نتيجة موت الكثير منهم و لكن اختراع البنسلين و أهم مضاد حيوي حتي أيامنا هذه جاء نتيجة الصدفة فعندما كان فيلمنج يجري بعض التجارب علي صحن زجاجي تركة تحت الميكروسكوب وأتت عليه بعض الأتربة التي تحمل عفنا, فرأي فيلمنج في الميكروسكوب أن العفن الفطري يدمر الجراثيم و البكتريا  وعندما أجري بعض التجارب الأخري تبين أن هذا العفن الذي يقتل البكتريا ليس سام للحيوان و الإنسان ثم قام بتطوير هذا الاختراع إلي أن تم إنتاج البنسيلين.

​

صدفة إختراع "الميكروويف"

أيضا اختراع الميكروويف جاء نتيجة قطعة من الشيكولاته فعندما كان المهندس “بيرس سبنسر” منهمكا في عملة لصناعة احد اجهزة الرادار مد يده الي جيبه ليأخذ قطعة من الشيكولاته ولكنه وجد انها قد ذابت مع ان درجة حرارة الغرفه كانت باردة فتعجب من هذا و لكنه تنبه الي انه واقف الي جانب صمام الكتروني فأتي بكيس من الذره ووضعها بجانب الصمام فانفجرت الحبات ثم جاء اليوم التالي الي المعمل و معه غلاية شاي و بعض البيض الغير مطبوخ و قام بعمل ثقب في غلاية الشاي ووضع بداخلها البيض و صوب الثقب الي الصمام الالكتروني فاذا بالبيضة تنفجر هنا ادرك “سبينسر” ان السبب في ذلك هو موجات الراديو القصيره او الميكروويف ففكر في ان هذه الطريقة يمكن أن تستخدم للطهي و عرض الفكرة علي الشركة التي كان يعمل بها و تم إنتاج اول ميكروويف في مطلع عام 1953.

 

صدفة إرتباط الفنان "وائل جسار"

تحدث الفنان "وائل جسار" فى إحدى البرامج الفنية عن سبب نجاح علاقتة بزوجنه حتي الآن قائلاً "الصدفة هي التى جمعتني بها وهي ماتجعلني أتمسك بها حتى الآن على الرغم من الخلافات المعتادة الموجودة بأى علاقة", موضحاً أنه كان فى إحدى حفلاته الغنائية واقفاً على المسرح يغني وإذا بفتاة تنظر له دون أى حركة أو كلام, لفتت إنتباهة وأثارت فضولة قائلاً "لماذا لا تصرخ وتتفاعل مع الحفلة مثل بقية الفتيات, مؤكداً أنه ظل أيام كثيرة يفكر فيها لحين طلب البحث عنها حتى تمكن من الوصول لها ليطلب خطبتها ودام زواجهما خمسة عشر سنة حتى الآن.

 

صدفة مشروب "الشاي"

وهناك حادثة اخرى طريفة حدثت عام 2727 قبل الميلاد فعندما كان الإمبراطور الصينى "شن توانج" يغلى بعض الماء فى حديقتة حتى يشربة ساخنا كما كانت عادتة سقطت ورقة جافة من أحد الاشجار فى الاناء فتغير لون الماء قليلا, وهو الأمر الذى أثار فضول الإمبراطور الصينى وجعلة يضيف أوراق أُخرى من نفس الشجرة فى الإناء حتى تغير لون الماء كلياً فقام بعدها بتذوق الماء ووجده لذيذا, ومن هنا جاءت فكرة الشاى.

 

إكتشاف مادة "السكرين" وهو السكر الطبي

وهناك ايضا ما حدث لطالب امريكى يدرس الكيمياء عندما عاد ذات ليلة من المختبر حيث عمل طوال يومة الى منزلة وجلس فى منزلة ليتناول الطعام فلاحظ أثناء تناول الطعام أن الخبز الذى يتناولة حلو المذاق فاتعجب, لكنة انتبة إلى خطأة عندما تذكر انة لم يغسل يدية من المواد الكيميائية التى عمل بها طوال اليوم وطلت بقاياها عالقة فى يدية فهرع سريعا الى المختبر وقام بتذوق جميع المواد الكيميائية التى استخدمها فى يومة غير مبال بالخطر الذى قد يسببة ذلك على حياتة وهكذا اكتشف المادة الحلوة وهى مادة السكارين تلك المادة التى تعتبر أشد حلاوة من السكر بأكثر من 500 ضعف والتى استخدمت بدل السكر فى الكثير من الحروب عندما كان يصعب العثور على السكر كما أن مادة السكارين هى التى يستخدمها مرضى السكر لتحلية مأكولاتهم ومشروباتهم لانها أقل ضررا بكثير من السكر وهكذا كان للصدفة الدور الرئيسى فى اكتشاف مادة السكارين.

جميع هذة المصادفات المذهلة والغير متشابهة, لا سبيل للشك فى صحتها, فهل لهذه الحوادث الخارقه معنى كما يفكر بعض المختصيين بعلم النفس, أم هى مجرد مصادفات لا فحوى لها, فالصدفة فى النهاية هي تنفيذ لمشيئة وإرادة الله ولكن بطرق مختلفة.