
اللحية.. أصبحت موضة أم إتباع سنه
![]() | ![]() | ![]() |
---|
الأكثر قراءة
كتابة: بسمة مصطفى
يعتقد البعض أن ترك اللحية عادة للهروب من مهمة حلاقة الذقن المتعبة الشاقة كما يعاني منها البعض، لكن الأمر مختلف تماما، فوراء كل لحية طويلة، ثقافتها وموروثاتها الخاصة بها لكل المجتمعات المختلفة، فذلك الشعر المتناثر فى منطقة الذقن يحمل معانى كثيرة وأحياناً ما يكون رمز ودليل على صاحبه ويتحول إلى رسالة موجهة وقوية تكشف ما بداخل كل شخصية للمجتمعات من حوله.
اختلفت الأذقان لتميز بينها وبين الجماعات الأكثر التزاماً والتى لها معتقدات دينية فيما بينها فذقن الإخوان تختلف عن السلفيين، تختلف عن الباكستانيين، وعن الأقباط والقساوسة، وفى نفس الوقت تعددت واختلفت موضة ترك اللحية من ثقافة لأخرى بين الشباب العرب والغرب, فشكل الذقن تعرفك علي شكل صاحبها وتوجهة فى حين أن يعتبرها موضة أم سنة نبوية.
أما عن نجوم السينما والتى يعتبرهم الشباب هم القدوة والمثل الأعلي فى المظهر وشكل الملابس وطريقة الكلام, فنجد أن كل نجم يطل على جمهورة من خلال الأفلام أو المسلسلات ووجهة بالكامل مغطى بالشعر الكثيف, ويرجع السبب أنها إحدي المظاهر الجذابة التى تسحر النساء وتسلبن قلوبهن, وهو ماشجع نجوم كثيرة على إطلاق لحاهم, على سبيل المثال تامر حسني, عمرو يوسف, هاني سلامة, حسن الرداد, أحمد زاهر, ماجد المصري, أحمد عز, عمرو سعد, يوسف الشريف وغيرهم الكثير فمنهم يسعي لكسب رضا المعجبات والبعض القليل يعتبرها موضة وجرأة فما هي حجتك وراء إطلاق لحيتك..
حيث يرجع وجود اللحية لأوائل البشر على الأرض وهذا راجع إلى أن نموها كان طبيعيا، ولم تكن آنذاك وسائل الحلاقة.تعبر عن رأى الأغلبية من الجنسين
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب». يفسر المذهب الحنفي والمالكي والحنبلي هذا الحديث بوجوب إعفاء اللحية لدى رجال المسلمين، فقد ثبت عنه من حديث ابن عمر، في الصحيحين وغيرهما أنه قال: (قصوا الشوارب وأعفوا اللحى).
فاللحية ليست واجبة وإنما هي مستحبة فحسب، وهذا قول علماء الشافعية, وقد ردوا على
القائلين بالوجوب, كونها عادة غير تعبدية.
أما عن أم المؤمنين عائشة قالت: قال رسول الله: "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، وانتقاص الماء - يعني الاستنجاء"، قال زكريا: قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
فمن الآثار المشهورة جداً عن أم المؤمنين عائشة قولها ( سبحان من زين الرجال باللحى ), وهو ماانتشر مؤخراً على مواقع التواصل الإجتماعي تمسك بعض الشباب بإطلاق لحاهم متبعين هذا القول للسيدة عائشة.
فعند الحديث مع أحد الشباب الذين يطلقون لحيتهم عن السبب وراء إطلاقها كان
رد "أحمد القماش": بشكل شخصي لم أقم بحلاقة ذقني بشكل كامل منذ فترة إلا عند تجديد هويتي الشخصية وجواز سفري, غير ذلك أنا أتمسك بكوني ذو لحيه طويلة والسبب وراء ذلك رغبتي فى الظهور بشكل جذاب ليس أكثر, أما عن ردود الأفعال التى أتلقاها من المقربين أحدهم ينصحني بالإهتمام بها ونظافتها الشخصية والبعض يشبهني بـ "إنسان الغاب" كوني كثيف الشعر للحية والشارب والحاجب, وغيرها الكثير من التعليقات المختلفة التى أصادفها من زميلاتى بالعمل أنها تليق علي وجهي فعند حلقها تصبح ملامحي كملامح الأطفال.
أما كان رأي "سامح النجار" طالب بالمرحلة الجامعية قال: أحيانا أقوم بإعفاء اللحية قليلاً و في بعض الأحيان أقوم بحلقها، أي أنني لست ملتزما بها في غالب الأحيان، فهي نفحات تمر علي، فأيام بعضها أترك فيها اللحية تنمو تطول، وأيام أخرى لا يكون لها أي أثر, ولكني كوني بلحية يجعلني أتعامل مع المجتمع بطريقة معينة أولها محاولة إثبات أنني لا أنتمي لأي جماعة إسلامية أو تنظيم إرهابي ثانيهما وهم من يتخيلون أنني أحاول لفت الإنتباة وهم بالفعل من يجعلونني لا أعير الإنتباه إليهم, وأعتبر ذلك حرية شخصية لكل فرد.
فى النهاية عليك بالتعامل العفوى مع الملتحين باعتبارهم أشخاص ليسوا تحت مصنفات فإن وجدنا ملتحيا واحدا يخطئ نسقط التهمة على الجميع ونقول: كل الملتحين كذلك, لكنك لو نظرت من زاوية أخرى رأيت عدد المنافقين والمخادعين والسارقين من الذين لا يملكون اللحية أضعاف مضاعفة، ولكننا لا نقول إن كل من لا يملك اللحية سارق أو كافر, ليس من حقنا أن نحكم من الأساس على الأشخاص وأن المظاهر خداعة وتذكر دائماً مقولة "دع الخلق للخالق".